Korsika

La Tramontane - Ferienhaus direkt am Meer

زواج عرب الداخل بالضفة الغربية

بجواز كيف يعيش الفلسطينيون داخل دولة الاحتلال؟




❤ : زواج عرب الداخل بالضفة الغربية


كان الراتب أيضًا مثار دهشة أصدقائي وعائلتي عندما سُئلت عنه، لأن ما يعتبر عاديًا وفق المعايير اليهودية كان يعتبر ثروة في مجتمعنا. لأن مواجهة إسرائيل لنفسها ولأفعالها ضدنا، منذ البداية حتى اللحظة، عملية شاقة، ليست أي فئة من المجتمع الإسرائيلي جاهزة للإقدام عليها. لكن الحُلم تمزق، كما يفعل دومًا، في اللحظة التي دخلنا فيها ركن موقف السيارات.


زواج عرب الداخل بالضفة الغربية

وكانت هذه الواقعة من بين أسباب عدة دفعتني، بعد مدة وجيزة، للانتقال إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة. حدقت به وأنا أفكر في مدى الخطأ في هذه الملاحظات، وكيف كانت لتُستقبل في أي بلد آخر، بينما فشلت كليًا في الشعور بالامتنان التي كان يفترض بها أن تولده عندي. لم أستطع منع نفسي من التساؤل، وأنا أحدق في زملائي في الغرفة، عن عدد من خدموا منهم في لبنان أثناء الغزو الذي عشته هناك.


زواج عرب الداخل بالضفة الغربية
كنت قد تكيفت مع شبه استحالة إيجاد وظيفة جيدة لي، ولم يكن بوسعي أن أصدق الأمر عندما تم توظيفي. لم أكن لأحصل على إذن من الجيران لاستئجار شقة. بعد نصف قرن، وأكثر من مئة مستوطنة يهودية غير شرعية، وأكثر من نصف مليون مستوطن يهودي يجثمون فوق الضفة الغربية بشكل غير قانوني، فإن ما يحدث يفوق الاحتلال بكثير؛ إنه زواج عرب الداخل بالضفة الغربية ممنهج ومنظم للفلسطينيين كذلك الذي وقع في 1948، إلا أنه يحدث بوتيرة أبطأ، وإن كان بالهمجية ذاتها. حسنًا، فهمتُ أنها كانت تجاملني لكي تبيع الفستان، لكنني ابتسمت، مع ذلك. أخبرتها بأنني أرغب في رؤية إحدى الشقق السكنية المعروضة للإيجار. صعوبات شديدة خلال الإنتفاضة الثانية في العديد من الحالات، فإن منشآت الأونروا في مخيم عايدة تقدم أيضًا الخدمات للاجئين في مخيم بيت جبرين المجاور. بعد محو فلسطين، شيدت على أنقاضها دولة إسرائيل الجديدة، التي وجدت نفسها عالقة مع حوالي 15 بالمئة من السكان الفلسطينيين الذين لم تتمكن من إخراجهم مع الآخرين، لتفرض عليهم، عوض ذلك، المواطنة الإسرائيلية وتخضعهم لحكم عسكري قاس استمر قرابة ثمانية عشر عامًا، حتى 1966، في محاولة سحق أي هوية فلسطينية أو مطالبات بالعدالة، ولمنع أي فلسطيني طردته من العودة. فحص طبي مجاني لأطفال القرية في اليوم الثاني زار المتطوّعون قرية ولجة المحاطة بجدار الفصل، وبعد أن قدّم طلاب جامعة النجاح الفحص الطبي المجاني لأطفال القرية، وفعاليات ترفيهية للأطفال، شاركوا في طلاء جدران إحدى الحضانات بالرسومات المميزة ترفيهًا عن نفوس الأطفال. يجري تحمّلي على مضض، في أحسن الأحوال؛ يُسمح لي بالعيش هنا لأن إسرائيل لم تجد سبيلًا بعد للتخلص مني. تحت وطأة هذا كله، لا يزال المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل يحاولون الإبقاء على هويتهم، المهددة بالزوال على يد قوة أجنبية. والنتيجة هي الاكتظاظ السكاني والاضطرار للرحيل لإيجاد بيوت في أماكن أخرى. أربكني امتناع تقاسيم وجهها عن إبداء ابتسامة أو إيماءة اتفاق.

عرب الداخل : مع زخات المطر .. قتل محمود ابو الخير بالرصاص في المكر - بمجرد وصولي إلى العمل، كنت أغرق في حالة من الاغتراب الحاد تلازم كل نفَس لي في هذه البلاد.


زواج عرب الداخل بالضفة الغربية

أربكني امتناع تقاسيم وجهها عن إبداء ابتسامة أو إيماءة اتفاق. كانت تطالعني بتفحص حين طرقت باب مكتبها الموارب قبل بضع دقائق. وأدركتُ في تلك اللحظة أنها كشفت أمري. أردت هذا الموقع بالتحديد لأنني سأكون على مقربة من والديّ، ومقر عملي والشاطئ في الوقت نفسه. كثيرا ما كنت أعرج بسيارتي على الموقع عندما كانت الشقق لا تزال قيد الإنشاء، وما إن تم الإعلان عنها للإيجار، حتى جئت لأرى إمكانية الظفر بواحدة منها. كنت لِأنهي عملي يوميًا وأذهب إلى البحر... أخبرتها بأنني أرغب في رؤية إحدى الشقق السكنية المعروضة للإيجار. غير أن لكنتي كانت كفيلة بالكشف عني كعربية، وبدا أن هذه الحقيقة لم ترُقها. لكنني بت معتادة على هذا النوع من التحفظ، الذي أقابله بابتسامة توحي بأنني لم ألحظه. تناولت السيدة حزمة مفاتيح في يدها ورافقتني خارج المكتب، صوب إحدى البنايات. كانت الخيبة عندما فتحَت باب الشقة؛ كانت جديدة ومشرقة لكنها صغيرة. لم يكن باستطاعتي مقارعة النظام. واقع الأمر، أمكنني ذلك، لولا معرفتي أنه سيكون جدالًا عقيمًا. آثرت أن أبتسم وأسألها عن مبلغ الإيجار. لم تُعط شقق سكنية لعرب هنا. لكن، في حال لم يمانع الجيران وجودك، سيكون بوسعنا المتابعة. سأدسّ طلبك ونرى كيف تسير الأمور، بهدوء... كظمت غيظي، شكرتها، ومضيت في حال سبيلي. كانت هذه نهاية الأمر. لم أكن لأحصل على إذن من الجيران لاستئجار شقة. وكانت هذه الواقعة من بين أسباب عدة دفعتني، بعد مدة وجيزة، للانتقال إلى رام الله في الضفة الغربية المحتلة. إن الموقف الذي عبرت عنه هذه السيدة هو تصوير نموذجي لطريقة تعامل الدولة معي، أنا وأكثر من مليون ونصف مليون فلسطيني آخرين يعيشون في إسرائيل. نحن أحفاد من ظلوا بعد نكبة 1948. بعد محو فلسطين، شيدت على أنقاضها دولة إسرائيل الجديدة، التي وجدت نفسها عالقة مع حوالي 15 بالمئة من السكان الفلسطينيين الذين لم تتمكن من إخراجهم مع الآخرين، لتفرض عليهم، عوض ذلك، المواطنة الإسرائيلية وتخضعهم لحكم عسكري قاس استمر قرابة ثمانية عشر عامًا، حتى 1966، في محاولة سحق أي هوية فلسطينية أو مطالبات بالعدالة، ولمنع أي فلسطيني طردته من العودة. ألغت إسرائيل العمل بنظام الحكم العسكري قبل حرب 1967 واحتلالها الضفة الغربية وقطاع غزة، لتعاود فرضه على سكان هذه المناطق بعد احتلالها. بعد خمسين عامًا، باءت هذه الجهود بالفشل، ونحن نشكل اليوم عشرين بالمائة من مجموع سكانها. لا يعرف معظم من يعيشون خارج إسرائيل، بمن فيهم الفلسطينيون في الضفة الغربية وقطاع غزة، الشيء الكثير عن المواطنين الفلسطينيين في إسرائيل، حيث يتم اعتبارنا كمواطنين في أية دولة أخرى يتمتع سكانها بحياة طبيعية. نحن لا نعيش في مناطق محتلة عسكريًا تمزقها نقاط التفتيش، تحت التهديد المستمر باشتعال المواجهات، وتوغلات الجيش الإسرائيلي، وعنف المستوطنين اليهود. كما إننا أحرار بدراسة أي شيء نختاره تقريبًا، بما أننا نتواجد في سوق عمل كبير يتعين عليه استيعاب مهاراتنا. لكن هذه مجرد واجهة لنظام قائم على التمييز الطبقي والمؤسساتي المستفحل. كفلسطينيين - على أي جانب من الخط الأخضر كنا - فإننا ننفق كل دقيقة من حياتنا في البلاد ونحن ندفع ثمن حقيقة مفادها أننا لسنا يهودًا. يجري تحمّلي على مضض، في أحسن الأحوال؛ يُسمح لي بالعيش هنا لأن إسرائيل لم تجد سبيلًا بعد للتخلص مني. عندما عشت في قرية عائلتي، فسوطة، في الجليل، كانت شواهد قريتي سحماتا ودير القاسي المهجَّرتين عام 1948، في طريقي إلى العمل، بمثابة تذكيرٍ يومي باقتلاع الدولة لشعبي. سحماتا هي اليوم عبارة عن كومة شجيرات تتخللها بعض الحجارة الناتئة، نجت من الجرافات الإسرائيلية التي سوت القرية بالأرض في ذلك الوقت. ولعل مجيء هؤلاء المهاجرون اليهود من اليمن وكردستان قد لعب دورًا في تقديرهم لفن المعمار العربي الذي تركه ملّاكه الفلسطينيون وراءهم - وهي مفارقة تستدعي التأمل في حد ذاتها. فلسطينيون من سكان مخيم عين الحلوة في لبنان رويترز مذّاك، عاش فلسطينيو دير القاسي وأحفادهم في مخيمات اللجوء في لبنان، لاجئون بلا جنسية على بعد ساعة مما كان ذات يوم وطنًا لهم. ويأتون حينًا إلى فسوطة للقيام ببعض التجارة البسيطة أو لزيارة الطبيب. فلسطينيو سحماتا تم إجلاؤهم أيضًا، مع أن بعضهم تمكن من البقاء كنازحين داخليين، أي لاجئين في بلادهم. يعيش بعضهم في فسوطة وفي القرى الناجية الأخرى. يحتشدون في موقع سحماتا مرة كل عام، في ذكرى النكبة، لإحياء ذكرى قريتهم التي كانت. ويحار المرء أيهما أشد إيلامًا - النفي التام، أم الاضطرار يوميًا لرؤية ركام قراهم، دون إمكانية العودة إليها. ثمة عشرات القرى في الجليل ومئات القرى الأخرى في أرجاء فلسطين لاقت المصير نفسه. تأملت في سكان تلك القرى، وأنا أدرك أن عبثية القدر هي التي حالت دون ملاقاتي للمصير نفسه، في مخيم بائس للاجئين، على بعد ساعة أو اثنتين، حيث يقبع ملايين الفلسطينيين دون أي أمل بالرجوع. قريتي محاذية للحدود اللبنانية، وفي كل مرة أُمعن فيها النظر في تلال لبنان، يعتريني شعور سريالي بقربهم الشديد، وبعدهم الشديد عنا في آن واحد. في أثناء ذلك، يعيش أولئك الذين انتزعوا منهم أراضيهم وبيوتهم بجواري، ويتعين علي رؤيتهم يوميًا يذهبون إلى أشغالهم كالمعتاد. وتتم الدعوة لذلك علنًا دون خجل أو محاسبة. في الواقع، إن هذه التفاوتات بين القرى العربية والتجمعات اليهودية في إسرائيل، التي عادة ما تكون بجوار بعضها بعضًا، جلية بحيث يكون بوسع الناظر تخمين قومية سكانها على الفور. وثمة سببان لذلك، مؤلمان بنفس الدرجة. السبب الأول أن القرويين الفلسطينيين كانوا قد تطوروا طبيعيًا على مدى مئات السنين قبلَ التخطيط المدني الحديث. لم تعرف فلسطين، من بين بلدان شرق أوسطية أخرى، البناء المكثف المنسق على طريقة الغرب؛ فقد تطورت مجتمعات السكان ومساكنهم على مهل، إثر اتصال طبيعي وعميق بالأرض. في حين شيدت هذه التجمعات اليهودية، على النقيض، بطريقة يغلب عليها التخطيط والتناسق؛ بيوتهم عبارة عن نسخ منتظمة عن بعضها البعض، كتلك المبنية حديثًا في الغرب. تبدو هذه البيوت وكأنها هبطت من السماء في مكان القرى المدمرة، ولا أرى سوى القبح في كل ذلك الجمال والانتظام، لأنني عند النظر إليها، يتبادر إلى ذهني انقضاض المصطنع والملفَّق على الأرض. يأخذني التفكير فورًا إلى طريقة نشوئها - بالقوة العسكرية والاستيلاء، وعلى حساب طرد شعب آخر وسلب أرضه. أما السبب الثاني، فهو أن ميزانية الدولة الإسرائيلية المخصصة للبنية التحتية والتنمية الاقتصادية في البلدات والقرى العربية، لا تذكر أمام الميزانية المخصصة للأحياء والبلدات اليهودية. ينطبق الأمر نفسه على الصحة والتعليم والإسكان والتوظيف، والقائمة تطول. ثمة مذكرة قانونية تلوح بها الدولة لترويج هذه الممارسة: يتم تخصيص الميزانيات الحكومية لكل سلطة محلية بحسب عائدات الضرائب التي تجنيها هذه السلطة، بما فيها ضرائب الأملاك والمحال التجارية. وإن أخذنا بالاعتبار أن عدد مبادرات التوظيف والأعمال التجارية في البلديات العربية هو بالكاد في الحد الأدنى، فإن الضرائب التي تجنى من هذه المناطق تكون ضئيلة أيضًا، مقارنة بتلك التي تجنيها الدولة من التجمعات اليهودية المدعومة حكوميًا. لذا، عوض تمويل مشاريع التنمية الاقتصادية في المناطق العربية، تخصص الحكومة لها ميزانيات أقل - تناسبًا مع قدراتها الاقتصادية - ويستمر الدوران في الحلقة المفرغة. المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل في حال يرثى له، المستضعفون أبدًا ضمن هذا النظام. ومن المؤسف استمرار انطباق رسالة الكتاب الجوهرية على حالهم اليوم، بعد خمسين عامًا. انتهى النظام العسكري داخل إسرائيل نفسها منذ وقت طويل، لكن مواقفها من المواطنين الفلسطينيين لا تزال هي ذاتها إلى حد كبير. تتم رؤيتنا كعدو، كطابور خامس، كتهديد ديموغرافي. مساواتنا المفترضة التي يقدسها القانون تترجم إلى نظام من التمييز المؤسساتي ينشر مجساته في كل ناحية من نواحي حياتنا. قلة في إسرائيل ممن يسائلون هذا التمييز، ووحدها منظمات المجتمع المدني التي لطالما عانت، تصدر تقريرًا تلو الآخر. بالنسبة لي، كانت هذه حقيقة أخرى لا أملك حيالها شيئًا. بمجرد وصولي إلى العمل، كنت أغرق في حالة من الاغتراب الحاد تلازم كل نفَس لي في هذه البلاد. فقد فاقمت تعاملاتي في بيئة العمل من سوء الحالة. لم يكن في وسعي إطلاقًا تخطي ضيقي الناجم عن عملي مع إسرائيليين، مهما بذلت من جهد. عامل فلسطيني في موقع للبناء في مستوطنة كيدار اليهودية بالضفة الغربية رويترز مع أن العديد من الفلسطينيين، من أصحاب المواطنة الإسرائيلية أمثالي، يشغلون وظائف مهنية في إسرائيل، إلا أن الغالبية منهم هم الأفقر؛ مجبرون منذ أجيال، بسبب ممارسات الدولة، على العيش من الأعمال المتواضعة أو الهامشية. الإنشاءات، على سبيل المثال، إحدى أكبر الصناعات التي توظف الفلسطينيين في إسرائيل، بالإضافة إلى قطاع التصنيع. ويتم استثناؤهم إلى حد كبير من المراكز الكبرى أو ذات الدخل المرتفع في الشركات الخاصة أو المؤسسات العامة. قلة من المهندسين العرب يتم توظيفهم في شركة الكهرباء أو شركات الاتصال، على سبيل المثال، فضلًا عن استثنائهم تمامًا من صناعات الدفاع والطيران، من بين صناعات أخرى. كنت قد تكيفت مع شبه استحالة إيجاد وظيفة جيدة لي، ولم يكن بوسعي أن أصدق الأمر عندما تم توظيفي. كان الراتب أيضًا مثار دهشة أصدقائي وعائلتي عندما سُئلت عنه، لأن ما يعتبر عاديًا وفق المعايير اليهودية كان يعتبر ثروة في مجتمعنا. وهو ما يولد مشكلة حقيقية لدى بعض الفلسطينيين، الذين تمنع قراهم وبلداتهم من التوسع الطبيعي من قبل الحكومة الإسرائيلية. عادة ما كنت أسمع زملائي اليهود يتكلمون عن خدمتهم العسكرية، حيث يتم استدعاء معظمهم لقضاء أسابيع متفرقة في صفوف الاحتياط. كانت هناك نقاشات سياسية حادة حول اتفاقيات أوسلو الأخيرة والعلاقة مع الفلسطينيين. خلال هذا كله، كنت صامتة ومرتبكة إلى حد كبير. لقد ولدت في لبنان، وفقدت أمي وأنا طفلة بالعاشرة من عمرها في تفجير مركز الأبحاث الفلسطيني في بيروت بالثمانينيات، كإحدى تبعات الغزو الإسرائيلي للبنان. في 1995، جئت إلى إسرائيل إثر ما تمخض عنه اتفاق أوسلو. لم أستطع منع نفسي من التساؤل، وأنا أحدق في زملائي في الغرفة، عن عدد من خدموا منهم في لبنان أثناء الغزو الذي عشته هناك. لكنني أزحت تلك الأفكار بعيدًا عني. لقد عدت إلى هنا، وكنت بحاجة هذه الوظيفة لكي أستهل حياتي. وكأنما لتخفيف شيئًا من اغترابي، تفتحت أواصر صداقة مع زميلة بريطانية أكبر سنًا، وجدت معها العديد من الأشياء التي بوسعنا الحديث عنها والتندر عليها. كانت يهودية هاجرت إلى إسرائيل في سن المراهقة وتزوجت من إسرائيلي محلي. في أحد الأيام، دعَوتها وزوجها إلى منزلي في فسوطة. قبلَت الدعوة بامتنان وجلبت زوجها معها، لكن سرعان ما اتضح أن الزيارة مربكة ومتوترة، لسبب لم أتمكن من التقاطه على الفور. كان الحديث متكلفًا؛ في كل موضوع تكلمت عنه كنت أتلقى ردًا فاترًا، تناولا الطعام مغادرين على عجل. قمت بتنظيف المائدة بعدها وأنا مرتبكة ومنقبضة. في اليوم التالي، في العمل، توجهت لي باعتذار، مفاده أن زوجها كان يخدم في رتبة عالية في الجيش الإسرائيلي وكان يشعر بالضيق لزيارته منزلًا عربيًا. أذهلتني صراحتها، لكنني قدّرت لها بوحها بالحقيقة. فباستثناء مدن قليلة، يعيش الإسرائيليون اليهود والفلسطينيون في عزلة كبيرة عن بعضهم بعضًا في إسرائيل. تقع آلاف البيوت العربية تحت طائل الإزالة من قبل الدولة لكونها واقعة خارج حدود المناطق التي يسمح بالبناء فيها. فسوطة، قريتي، على سبيل المثال، تتألف من 11. والنتيجة هي الاكتظاظ السكاني والاضطرار للرحيل لإيجاد بيوت في أماكن أخرى. لكن العديد من التجمعات اليهودية تمنع الفلسطينيين من العيش أو حتى العمل فيها، وقد تعيّن على بعض الفلسطينيين اللجوء إلى الدعاوى القضائية لتأمين حق شراء شقة في حال وجود جيران يهود. ويعاملوننا كمنبوذين، غير مرغوب فيهم ولا مرحب بهم. وفي مثال حديث، دعا عضو يهودي في الكنسيت البرلمان إلى فصل النساء العربيات عن اليهوديات في أقسام الولادة، وأفيد بأن عدة مؤسسات طبية قد أخذت ملاحظته في عين الاعتبار. في أحد الأيام، وقف رجل سأدعوه موشيه، هو أحد زملائي في العمل، بباب مكتبي الصغير، مبتسمًا يحمل فنجان قهوة. كان ودودًا معي منذ اليوم الأول. تبادلنا أحاديث قصيرة حول العمل. اتكأ على الباب، كما لو أنه يتفحصني بتساؤل بينما يرتشف قهوته. ليست لدينا مشاكل معكم! فقد أخذ موشيه على عاتقه منحي ختم الموافقة على اثنين من الاعتبارات، بما فيهما عدم كوني مسلمة. حدقت به وأنا أفكر في مدى الخطأ في هذه الملاحظات، وكيف كانت لتُستقبل في أي بلد آخر، بينما فشلت كليًا في الشعور بالامتنان التي كان يفترض بها أن تولده عندي. في نهاية يوم العمل، رتبت للقاء ابنة عمي للقيام بجولة في مركز التسوق في حيفا. دردشنا في سيارتها الصغيرة ونحن نستمع إلى الأغاني العربية ونتبادل أخبار القرية وموسم الزفاف المقبل. لوهلة، انتقلت من واقع البلاد إلى عالم عشت فيه في وطني، فلسطين، حرة من إسار العنصرية والتمييز. لكن الحُلم تمزق، كما يفعل دومًا، في اللحظة التي دخلنا فيها ركن موقف السيارات. كانت الإشارات باللغة العبرية في كل مكان. لم يكن ثمة وجود لأي إشارة بالعربية داخل مركز التسوق، مع أن المركز يخدم في غالبيته المتسوقين الفلسطينيين من قرى الجليل المجاورة، ومع أن العربية هي اللغة الرسمية الثانية للدولة. مضينا إلى أحد المحال نشعر بذلك التوتر المألوف عند الحديث بلغتنا. لكنني لم أكن لأتحدث إلى ابنة عمي بالعبرية. وعليه، فقد تكلمنا بالعربية، وإن كانت أصواتنا قد انخفضت لا شعوريًا. شعرت بالضيق، لكن كون هذه إسرائيل، لم يكن ردها الوقح ليشكل أي مفاجأة. وقاحة الناس ملمح معروف للبلاد، ولسبب ما، فإنها تستدعي رد فعل فكاهي في أوساط الإسرائيليين أكثر من الاستنكار. وعليه، عندما عرضت مساعدة أخرى بشوشة مساعدتنا، شعرنا بالامتنان. حسنًا، فهمتُ أنها كانت تجاملني لكي تبيع الفستان، لكنني ابتسمت، مع ذلك. تساءلت كيف أن الفلسطينيين غير مرئيين في هذه البلاد، بينما الطعام الفلسطيني مطلوب بشدة. إننا نجهد أنفسنا في محاولة الاندماج، لكنني أعتقد أن الدولة ستسرّ إن قمنا بتشغيل أكشاك الفلافل والشاورما واختفينا في الخلفية وحسب، بعد ذلك. لأن مواجهة إسرائيل لنفسها ولأفعالها ضدنا، منذ البداية حتى اللحظة، عملية شاقة، ليست أي فئة من المجتمع الإسرائيلي جاهزة للإقدام عليها. بعد عدة سنوات، كنت قد عدت إلى بريطانيا لنيل درجة الدراسات العليا في إدارة الأعمال. بيد أن ذلك الإحساس الكئيب باغتني من جديد فور تخرجي وعودتي إلى تل أبيب. في منزلي في فسوطة، عدت مجددًا إلى دائرة البحث عن وظيفة. وسرعان ما عاود الوحش القديم الظهور. كنت ما أزال أحمل اسمًا عربيًا ولا أملك رقمًا عسكريًا يدعمني، بما أن الفلسطينيين معفيين من الخدمة العسكرية في الجيش الإسرائيلي. وبعد عدة شهور، كنت ما أزال عاطلة عن العمل. أخيرًا، في غمرة اليأس، ومع ارتفاع الديون التي تعين علي سدادها، حصلت على وظيفة لم أردها. ليست لدينا رفاهية تحقيق الذات في هذه البلاد؛ أدركت بقسوة أن علينا القلق بشأن معيشتنا وحسب. كانت هذه الوظيفة في كرمئيل، التي كانت، هي الأخرى، بلدة يهودية في الجليل شيدت على أراضٍ تمّ الاستيلاء عليها من ثلاث قرى عربية: دير الأسد والبعنة ونِحِف. مرة أخرى، صرفت هذه الحقيقة عني يوميًا في أثناء توجهي إلى العمل؛ كنت بحاجة ماسة للوظيفة، وكنت بحاجة أيضًا إلى القوة اللازمة للتعامل مع الصدمة النفسية والعاطفية الناجمة عن عودتي إلى البلاد، التي كانت، بحلول هذه اللحظة، تزداد سوءًا. كانت الانتفاضة الثانية تشتعل في الضفة الغربية وقطاع غزة، وفي كل ليلة، كنت أعود إلى البيت لأشاهد الفظاعات في برامج الأخبار، وأرى في كوابيسي الجثث المدماة وأسمع نواح عائلات الضحايا. في أثناء اليوم، كان يلزمني مجهود هائل للتركيز في أي شيء. شكلت تلك الفترة مرحلة ضغط وحزن لا يوصف لي ولغيري من الفلسطينيين، ونحن نشاهد شعبنا في الضفة الغربية وقطاع غزة يتعرض للهجوم مرة أخرى بهذا الحجم، دون أن يتمكن أحد منا من فعل أي شيء لإيقافه. لم أستطع أن أهمس ببنت شفة، مرة أخرى. كان علي الحفاظ على وظيفتي. كانت الأجواء شديدة التوتر في البلاد بحيث كان الوضع أشبه بسلك مشدود على وشك أن ينقطع. بعدها بفترة قصيرة، كان علينا تحمّل يوم استقلال إسرائيلي آخر. في هذا اليوم من كل عام، يهيمن على العديد من الفلسطينيين شعور حاد بالاكتئاب واليأس بحيث نفضل عدم الخروج من البيت. يترافق يوم الاحتفال الإسرائيلي مع ذكرى نكبتنا، ذكرى فقدان فلسطين وتشريد شعبنا. وبينما يحتفل الإسرائيليون اليهود في أرجاء البلاد ملوّحين بعلمهم، ويقيمون الاحتفالات وحفلات الشواء على الأراضي الفلسطينية، نقوم نحن بإحياء ذكرى القرى المدمرة، ونتذكر موتانا وأولئك الذين لا يمكنهم العودة. كل عام هو بمثابة تذكير مؤلم بمرور سنة أخرى على هذه المأساة. تكون البلاد كلها مكسوة بالأعلام الإسرائيلية لأسابيع قبل الاحتفال وأسابيع بعده، بجرعة هي أكبر من المعتاد. يبدو أن إسرائيل مهووسة برفع العلم في كل مكان، كما لو أن الأمر مقصودًا، ربما لتغذية الروح القومية الهشة. كثيرًا ما تدهشني إرادتنا المطلقة في البقاء، كشعب، تحت وطأة نظام يحاول إلغاء وجودنا بلا هوادة. لعقود مضت، كان من غير القانوني رفع العلم الفلسطيني في إسرائيل. والأسوأ من ذلك أننا بعد عدة عقود من هذا الترسيخ القاسي، توقفنا بدورنا حتى عن الإشارة لأنفسنا كفلسطينيين - وهو ما لا يثير الدهشة، بالنظر إلى أن الكلمة كانت بمثابة طلب طوعي بالسجن. النصب التذكاري لضحايا مذبحة كفر قاسم، عام 1956، حيث قام حرس الحدود الإسرائيلي بقتل 48 مدنياً عربياً مواقع التواصل إن سبب كل هذه التسميات محبط بقدر ما هو عديم الجدوى؛ إنه يكمن في رفض بعض العرب الاعتراف بإسرائيل وبالتالي تسميتها باسمها - وهي حالة أخرى من دفن الرأس في الرمال. تحت وطأة هذا كله، لا يزال المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل يحاولون الإبقاء على هويتهم، المهددة بالزوال على يد قوة أجنبية. في السنوات الأخيرة، بدأنا بحذرٍ نقول إننا فلسطينيون من جديد، بمرور الزمن وأفول عقود متلاحقة من القمع الإٍسرائيلي، ونفاد صبرنا شيئًا فشيئًا. الفلسطينيون يعيشون في هذه البلاد، وقد عاشوا هنا طويلًا قبل أن يقرر المشروع الصهيوني الاستيلاء عليها وإنشاء إسرائيل مكانها. اليوم، الفلسطينيون القاطنون في إسرائيل مواطنون فيها، لكن إسرائيل ليست دولة لكل مواطنيها - إنها، بحسب إعلانها هي، دولة لليهود. أكبر هواجسها أن تنبذ عنصريتها وتصبح دولة ثنائية القومية، أو دولة لكل مواطنيها. حزمت حقائبي وانتقلت إلى رام الله، في الضفة الغربية، في محاولة يائسة للبقاء في بلدي إنما بعيدًا عن قمع العيش في إسرائيل. سويًا برفقة فلسطينيين آخرين انتقلوا إلى هناك، كنا في توقٍ للإحساسِ بشيءٍ من استرداد الهُويةِ والعيش ضمن حكمنا الذاتي، بحثًا عن أيّ فُتاتٍ من الكرامة والسكينة في هذا البلد. بالنسبة لي، تطلب هذا فترة من الزمن لكي أدركه. كان رد فعليَ الأوليّ عند زيارة رام الله فرِحًا، منفصلًا كليًا عن الواقع الذي تعين علي اكتشافه فيما بعد. رفرف قلبي وأنا أشاهد العلم الفلسطيني على أسطح البنايات وفي واجهات الدوائر الرسمية. كنت أطالع الوزارات بحسٍ من الفخر؛ هنا علامات السيادة الفلسطينية، هنا جزء من فلسطين، لم نفقدها كليًا. لم تكن هناك إشارات بالعبرية في مكان إقامتي. كان الناس يتحدثون بالعربية، ودودين ومِضيافين. كان الأمر أشبه بالسفر إلى بلد آخر. رويترز وقد كان كذلك فعلًا. لكنه لم يكن وجهة سياحية. يومياتي هنا هي الوجه الآخر للعملة، وجه السيطرة العسكرية الإسرائيلية وسلب حقوق الفلسطينيين. هنا، الأمر أشد سفورًا ووضوحًا. إنه في الإذلال والانتظار اللامتناهي عند نقاط التفتيش، في البيئة المريرة من المواجهات اليومية، والتمدد الاستيطاني اليهودي غير الشرعي الذي يبتلع أراضينا، في الإحباط من قيود التنقل، والإحساس المتواصل بانعدام الأمان. إنه في رؤية شعبي يوميًا يختنق على يد محتل أجنبي، غير قادر على تنمية اقتصاده، في عيش مشوَّهٍ يقوم على توفير الاحتياجات الأساسية بشق الأنفس، تحت رحمة الغوث الدولي. إنه في أجيال تواجه البطالة المتصاعدة وغلاء المعيشة، بلا أمل بمستقبل أفضل ولا سلام في الأفق. في الواقع، فإن الفلسطينيين يؤدون خدمة تاريخية كبرى لإسرائيل بتسمية هذا كله احتلالًا. إن تعريف الاحتلال العسكري كحال مؤقت قد توقف منذ زمن طويل عن الانطباق على الحال ههنا. بعد نصف قرن، وأكثر من مئة مستوطنة يهودية غير شرعية، وأكثر من نصف مليون مستوطن يهودي يجثمون فوق الضفة الغربية بشكل غير قانوني، فإن ما يحدث يفوق الاحتلال بكثير؛ إنه سلب ممنهج ومنظم للفلسطينيين كذلك الذي وقع في 1948، إلا أنه يحدث بوتيرة أبطأ، وإن كان بالهمجية ذاتها. مع فقدان المزيد من الأرض الفلسطينية ودفع الفلسطينيين إلى غيتوهات أضيق فأضيق، ومحاصرتهم بجدار عزل مروّع يحيط بأراضيهم ويفصلهم عن عائلاتهم وحقولهم، ومدارسهم ووظائفهم، ومع منعهم من استخدام العديد من الطرق، واستمرار كونهم أهدافًا للقتل العشوائي وفي بعض الأحيان للاعتقال الجماعي، فإن إسرائيل قد خلقت حقائق على الأرض تجعل الاعتراف بدولة فلسطينية مستقلة وقابلة للحياة أمرًا مستحيلًا. لطالما وجدت من المحير، مع ذلك، كيف يرى المجتمع الدولي والفلسطينيون هذا الاحتلال العسكري كمشكلة منفصلة، منقطعة عن السياق التاريخي للنكبة: تأسيس إسرائيل على 78 بالمئة من فلسطين التاريخية، وتجريد 85 بالمئة من السكان الفلسطينيين من هذه الأرض، والتطهير العرقي وتدمير أكثر من 400 قرية فلسطينية. لم يهبط الاحتلال من السماء على هذه الأراضي، على الضفة الغربية وقطاع غزة. الاحتلال مجرد امتداد لمبادئ إسرائيل التأسيسية، لبداياتها العنيفة، لعقيدة كونها الوطن القومي لليهود، واعتدائها التاريخي على الفلسطينيين بهدف إبعادهم عن وطنهم لتحقيق أهدافها. لم أكن أمتلك خيارًا عند انتقالي إلى رام الله. بالنسبة إلى الفلسطينيين فإن خيار الحياة في إسرائيل أو الضفة الغربية هو خيار بين نظامين من الاعتداء الإسرائيلي، لا يختلف سوى في تجليّاته. من أجل تطلع صادق نحو إنهاء الاحتلال، إذا، فإن القضية التي بين أيدينا أكبر بكثير: إنها في تعريف إسرائيل لنفسها، في أهدافها التوسعية، في موقفها إزاء غير اليهود، وفي أفعالها على مدار الستين عامًا الأخيرة التي تثبت هذا كله. داخل إسرائيل ثمة نظام يخشى الفلسطينيون فيه من التحدث بالعربية علانية، والذي يمكن لهم فيه التعرض للقتل في الشارع جراء أقل شك من قبل شرطي أو جندي، تمامًا كما يحدث مع أشقائنا في الضفة الغربية. على كلا الجانبين من جدار العزل، لا يسع المرء إلا أن يُدهَشَ من الذكاء السّاديّ الذي تطوقنا إسرائيل من خلاله بسدّ يخنق كل جانب من جوانب الحياة - بينما تتابع تحقيق أهدافها بالمزيد من الاستيطان اليهودي والمزيد فالمزيدِ من سرقة الأرض والموارد الفلسطينية لصالح الإسرائيليين اليهود حصرًا. جوهريًا، فأنا لم أكن أمتلك خيارًا بانتقالي إلى رام الله. فبالنسبة للفلسطينيين، خيار الحياة في إسرائيل أو في الضفة الغربية هو خيار بين نظامين من الاعتداء الإسرائيلي، لا يختلفان سوى في تجليّاتهما. كلاهما مُميت يمتص الروح. كلاهما محاولة لإلغاء وجودنا، للتعامل معنا بكراهية وازدراء، وتحويلنا إلى ضحايا لعنف الدولة في أرضنا. كلاهما رفض للاعتراف بحقوقنا وبكرامتنا كبشر جردوا من بلادهم ومن حقهم في تقرير المصير، كبشر يفقدون كل أمل بوجود مخرج من هذه المأساة. إنني بحاجة إلى إجابات، كأيّ فلسطيني آخر، من أيّ شخص يقول أنّه يحب إسرائيل.



كنت قد تكيفت مع شبه استحالة إيجاد وظيفة جيدة لي، ولم يكن بوسعي أن أصدق الأمر عندما تم توظيفي. لم أكن لأحصل على إذن من الجيران لاستئجار شقة. بعد نصف قرن، وأكثر من مئة مستوطنة يهودية غير شرعية، وأكثر من نصف مليون مستوطن يهودي يجثمون فوق الضفة الغربية بشكل غير قانوني، فإن ما يحدث يفوق الاحتلال بكثير؛ إنه زواج عرب الداخل بالضفة الغربية ممنهج ومنظم للفلسطينيين كذلك الذي وقع في 1948، إلا أنه يحدث بوتيرة أبطأ، وإن كان بالهمجية ذاتها. حسنًا، فهمتُ أنها كانت تجاملني لكي تبيع الفستان، لكنني ابتسمت، مع ذلك. أخبرتها بأنني أرغب في رؤية إحدى الشقق السكنية المعروضة للإيجار. صعوبات شديدة خلال الإنتفاضة الثانية في العديد من الحالات، فإن منشآت الأونروا في مخيم عايدة تقدم أيضًا الخدمات للاجئين في مخيم بيت جبرين المجاور. بعد محو فلسطين، شيدت على أنقاضها دولة إسرائيل الجديدة، التي وجدت نفسها عالقة مع حوالي 15 بالمئة من السكان الفلسطينيين الذين لم تتمكن من إخراجهم مع الآخرين، لتفرض عليهم، عوض ذلك، المواطنة الإسرائيلية وتخضعهم لحكم عسكري قاس استمر قرابة ثمانية عشر عامًا، حتى 1966، في محاولة سحق أي هوية فلسطينية أو مطالبات بالعدالة، ولمنع أي فلسطيني طردته من العودة. فحص طبي مجاني لأطفال القرية في اليوم الثاني زار المتطوّعون قرية ولجة المحاطة بجدار الفصل، وبعد أن قدّم طلاب جامعة النجاح الفحص الطبي المجاني لأطفال القرية، وفعاليات ترفيهية للأطفال، شاركوا في طلاء جدران إحدى الحضانات بالرسومات المميزة ترفيهًا عن نفوس الأطفال. يجري تحمّلي على مضض، في أحسن الأحوال؛ يُسمح لي بالعيش هنا لأن إسرائيل لم تجد سبيلًا بعد للتخلص مني. تحت وطأة هذا كله، لا يزال المواطنون الفلسطينيون في إسرائيل يحاولون الإبقاء على هويتهم، المهددة بالزوال على يد قوة أجنبية. والنتيجة هي الاكتظاظ السكاني والاضطرار للرحيل لإيجاد بيوت في أماكن أخرى. أربكني امتناع تقاسيم وجهها عن إبداء ابتسامة أو إيماءة اتفاق. للتعارف خليجي الجاد مجاني موقع شات عربي عبارات عن الزوج الحبيب تونسي تعارف موقع مجانية عربية صداقة مواقع

Seitenaufrufe: 32

Kommentar

Sie müssen Mitglied von Korsika sein, um Kommentare hinzuzufügen!

Mitglied werden Korsika

© 2024   Erstellt von Jochen und Susanne Janus.   Powered by

Ein Problem melden  |  Nutzungsbedingungen